مهاجرون تونسيون يستغيثون: نعاني في "معتقل تراباني"..

يشهد مركز ايواء المهاجرين غير الشرعيين بمنطقة "فالديريشي" التابعة لمقاطعة "تراباني" في صقلية بإيطاليا حالة احتقان كبيرة في صفوف المهاجرين التونسيين الذين وصلوا على دفعات إلى الاراضي الايطالية، وفق ما أكده شهود عيان لموقع "آخر خبر أونلاين".

 

واعتبر "ر.س"، أحد التونسيين الموجودين حاليا في مركز الحجر الصحي الاجباري بفالديريشي، أن المركز أشبه بالمعتقل، حيث لا تتوفر فيه أبسط الحاجيات ولا يستجيب لأدنى شروط السلامة فضلا عن المعاملة السيئة التي يلقاها المهاجرون من طرف الامن الايطالي الذي اصبح يشكل لهم "كابوسا"، وفق تعبيره.

 

ويؤكد محدثنا أنه وصل رفقة عدد من المهاجرين إلى منطقة "بونتالاريا" أين قضوا أسبوعا هناك في ظروف كارثية قبل أن يتم نقلهم إلى "معتقل تراباني"، والمعروف ب"الحبس الاصفر" والشبيه بمعتقل "غوانتانامو"، وفق قوله، حيث عاشوا ظروفا صعبة في غياب تام للضمانات الصحية من اكل وشرب وغطاء، حيث قال:" يقدمون لنا وجبات لا تتوفر فيها شروط الصحة إضافة لاحتوائها على مواد مخدرة تصيبنا بحالة من الخمول والرغبة في النوم.."

 

وأضاف إن الامن الايطالي زاد من قساوة الظروف بسبب استهدافه للمهاجرين واستفزازه المجاني لهم، إذ لم يكفهم، وفق قوله، العنف اللفظي والتصرفات غير الاخلاقية بل تفننوا في ممارسة شتى انواع الاعتداءات على التونسيين دون مراعاة لبعض الحالات الانسانية على غرار إحدى الفتيات التي طالها الاعتداء وهي حامل.

 

وأشار المتحدث نفسه أن عددا من التونسيين حاولوا في الساعات الماضية الفرار من مركز الايواء بعد أن نفذ صبرهم وبلغهم أنه سيقع ترحيلهم اثر نهاية فترة الحجر الصحي، وهو ما كلفهم غاليا إذ انهالت عليهم الهراوات وهاجمهم الامن الايطالي بكلاب شرسة دون كمامات مما تسبب لعدد منهم في اضرار جسيمة.

 

كما نفى أن تكون السفارة التونسية على علم بما يحصل من انتهاكات في هذا المركز، قائلا:" لم يزرنا أي مسؤول أو حقوقي تونسي منذ وصولنا إلى التراب الايطالي...نحن هنا في عزلة تامة عن الفضاء الخارجي نعيش واقعا مرّا وسط غياب تام لممثلي الدولة التونسية ولا ندري ماذا سيحدث في الساعات القادمة لأن الأوضاع لا تبشر بخير في ظل حالة الاحتقان في صفوف المهاجرين والتي يقابلها تأهب غير مسبوق من جانب الأمن الايطالي".

 

وختم محدثنا بالاشارة إلى إن ممارسات الجانب الايطالي داخل مركز الايواء هي التي تدفع المهاجرين التونسيين(وعددهم اكثر من 120 في مركز فالديريشي) إلى الاحتجاج الذي سرعان ما يقابله اعتداء وحشي من الامن، ودعا في الختام إلى أن يتم تمكينهم من وثائق تنقل وقتية كالتي تم منحها لعدد من المهاجرين قبل أيام، لأنهم لم يأتوا لإيطاليا من أجل الاستقرار، بل هي ليست سوى قنطرة عبور إلى دول أوروبية أخرى لهم فيها أهل وأصدقاء، وفق تعبيره.