شاركت وزيرة الصحة الفلسطينية د. مي الكيلة في اجتماعات وزراء الصحة العرب-الدورة غير العادية عبر الاتصال المرئي، والتي تركزت على بحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأكدت وزيرة الصحة خلال كلمتها على ضرورة وقف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المستمر على قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية والوقود بشكل فوري للقطاع جراء الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها الفلسطينيون.
كما طالبت الوزيرة بمزيد من الضغط على سلطات الاحتلال لإخراج الجرحى للعلاج في جمهورية مصر العربية ودول أخرى ودخول الفرق الطبية لمساندة الكوادر العاملة في مستشفيات القطاع.
وقالت د. الكيلة إن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، أدى لاستشهاد أكثر من 9 آلاف مواطن ثلثاهم من الأطفال والنساء والمسنين، وجرح أكثرَ من 22 ألفاً آخرين، وهذا يعبر عن فظاعة المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وأضافت الوزيرة أن 16 مستشفى في قطاع غزة توقفت عن العمل جراء القصف الإسرائيلي ونفاذ الوقود الذي تمنع سلطات الاحتلال إدخاله إلى القطاع، كما استشهد 135 كادراً يعملون في القطاع الصحي وتوقفت 27 سيارة إسعاف عن العمل كلياً جراء قصفها.
وأكدت د. الكيلة أن دولة فلسطين، ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي، تناشد دول العالم والمؤسسات والمنظمات الدولية بالتدخل العاجل لإنقاذ أهلنا من العدوان الإسرائيلي الذي يتعرضون له بشكل مؤسف بحق الإنسانية والقوانين الدولية.
وطالبت الوزيرة من الدول الأعضاء بدعم القطاع الصحي المنهار في قطاع غزة بأسرع وقت، مشيرة أن كل ساعة تمضي تزيد من خطر يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى، وخاصة مرضى السرطان والكلى والأطفال.
واستمع المجلس إلى مداخلة وزيرة الصحة الفلسطينية، ووزراء الصحة العرب حول التداعيات الصحية الخطيرة في قطاع غزة وباقي المحافظات الفلسطينية، كما جرى التشاور والنقاش حول سبل فتح ممرات آمنة مستدامة لعبور المساعدات الصحية والإنسانية العاجلة إلى الشعب الفلسطيني.
وأصدر المجلس بيانا حول الأوضاع الصحية والإنسانية في قطاع غزة، تضمن إدانة جرائم الحرب والمجازر الوحشية المستمرة في قطاع غزة، التي أسفرت عن سقوط ما يزيد عن 9 آلاف شهيد وأكثر من 22 ألف جريح غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين بنسبة 73٪، وتدمير أكثر من 177 ألف وحدة سكنية، بالإضافة إلى مئات المفقودين.
وأكد الوزراء على ضرورة الوقف الفوري للعدوان على قطاع غزة، والتحذير من التداعيات الإنسانية والصحية الكارثية مع استمرار
هذه الإبادة الجماعية واستمرار الهجمات التي تستهدف الفلسطينيين في محيط المراكز العلاجية من القصف الإسرائيلي والمستشفيات، وكذلك الفرق الطبية وأماكن الإيواء التي يلجئون إليها، واستهداف المباني السكنية للمدنيين وتدمير البنية التحتية الأساسية وفرض قيود على مقومات وموارد الحياة الأساسية من المياه وإدخال الأدوية والكهرباء والوقود الذي يؤدى نقصه إلى وقوع خسائر كارثية بالأرواح في صفوف المواطنين.
وطالب المجلس المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته لوقف هذه المجازر الوحشية وفتح ممرات إنسانية آمنة ومستدامة لضمان نفاذ وتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية، وللتخفيف من وطأة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها أبناء شعبنا في قطاع غزة، واحتراماً لقواعد القانون الدولي الإنساني، والكف عن الكيل بمكيالين والضغط على سلطات الاحتلال لرفع الحصار عن قطاع غزة، وكذلك حماية المدنيين والفرق الصحية والمنشآت الصحية ومراكز الإيواء ودور العبادة، والسماح بشكل فوري وعاجل بإدخال الوقود للمستشفيات والمراكز الصحية وسيارات الإسعاف.
كما أشارت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، إلى أن البيان تضمن تكليف المجلس كل من رئيس الدورة الحالية للمجلس -الجمهورية الجزائرية- رئيس المكتب التنفيذي بمخاطبة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، لتكثيف جهوده من أجل تقديم كافة أشكال الدعم الطبي والإنساني إلى وزارة الصحة الفلسطينية، والعمل على حماية المستشفيات والمرافق الصحية في قطاع غزة، وتكليف الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب بمتابعة الاحتياجات العاجلة مع وزارة الصحة الفلسطينية وإبلاغ وزارات الصحة العربية بها بشكل دائم والعمل على التوصيل الفوري والامن للإمدادات الطبية والوقود والمياه النظيفة والأغذية وغيرها من المساعدات الإنسانية إلى غزة من خلال معبر رفح.
كما أشاد المجلس بما تقدمه الفرق الطبية في قطاع غزة من صمود بطولي في ظل العدوان الإسرائيلي الغاشم والتحديات الكبيرة التي يوجهونها، وأكد على دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه والتحذير من أي محاولات لتهجيره خارجها.