تقدير موقف / "كتيبة عقبة بن نافع " تضبط سياسة اتصاليّة جديدة للبحث عن حاضنة جديدة

و الحقيقة  أنّ هذ ا الخطاب  لا يختلف  كثيرا عن  الإصدارات  الأخيرة  " تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الاسلامي " ( التنظيم الأم في شمال افريقيا) ، من ذلك " التهنئة بمناسبة عيد الاضحى  أيضا الكلمة الصوتية  لـ" أبو عبيدة  يوسف العنابي "  التي نشرت أمس الثلاثاء 13 سبتمبر .

و يرى مراقبون  أنّ  هذا التحول في  إصدارات  تنظيم القاعدة ( بما في ذلك  كتيبة عقبة بن نافع ) مرده محاولة البحث عن " حاضنة شعبيّة "  جديدة لها في المنطقة ، وما مسألة " الحاضنة  الشعبية "  نقطة أساسيّة في " فكر" القاعدة  و نقطة خلاف  بينها و بينها  " داعش" .

و كان زعيم القاعدة  أيمن الظواهري  تحدث بعد 2011( ثورات الربيع العربي )  عن ضرورة " الحاضنة الشعبيّة"  و هو ما قامت به أنصار الشريعة في بداياتها من خلال الخيمات الدعويّة و حملات  التطوع  و تقديم المساعدات.

و يذهب مراقبون آخرون إلى أنّ السنوات الأخيرة وتورّط كتيبة عقبة بن نافع  في  جرائم  ضد الأمنين  و العسكريين و حتى المدنيين  ساهم بدرجة كبيرة في فقدان هذه " الحاضنة الشعبيّة" و أصبحت  الكتيبة  معزولة باستثناء  من يتعامل معها ، يضاف إلى ذلك إلى  حالة الحصار الأمني و العسكري المفروض عليها   من الجانب التونسي و الجزائري ، دفعها من جديد لتغيير  إصدارتها  و الابتعاد عن كل ما من شأنه  أن يقدم صورة  دمويّة  عنها .

و يعزّز وجهة النظر هذه  ما نشره اليوم الاربعاء أحد  المنتمين"  للقاعدة في المغرب الاسلامي "  المدعو أبو الأشبال  المغربي  يقول : " أرى أننا بحاجة إلى متابعة دقيقة لإصداراتنا الإعلاميّة فهي صوتنا الذي يصل إلى الأمة ووسيلتنا لنلتحم معها وهي التي تظهر صورتنا أمام المسلمين.."  مضيفا :" لابد من مراعاة الدقة في الإصدارات حتى لا نثبت في أذهان المسلمين بعض ما اتهمنا الأعداء به من أننا متوحشون.. نستلذ بسفك الدماء!!".

و مهما يكن من أمر  فإنّ تغيير " السياسة الاتصاليّة  لكتيبة عقبة بن نافع  لا يعني التخلّص من صفتها الإرهابيّة  و خطتها  لتنفيذ الجرائم الإرهابيّة  وهو ما يجب الانتباه إليه .