تحاليل

الارهاب في تونس ، الواشنطن بوست في حاجة الى مسح نظاراتها

الارهاب في تونس ، الواشنطن بوست في حاجة الى مسح نظاراتها

14 ماي 2016 14:41 نورالدين المباركي
 
تساءلت صحيفة الواشنطن بوست في تقرير نُشر اليوم : بعد ليبيا.. هل تكون تونس الوجهة الجديدة لتنظيم الدولة؟.
سؤال لا يبدو بريئا و إن حمل سيناريوهات طرحها عديد المراقبين و المهتمين بالظاهرة الجهادية بعد التحولات السياسية التي تعرفها ليبيا وتداعياتها على هذه المجموعات في مدينة سرت وغيرها من المناطق الليبية التي تمثل موطىء قدم لداعش . السؤال كان ومازال ، أين سيذهب داعش عند طرده من ليبيا ؟ هل سينحصر وجوده في الصحراء الليبية ؟ أم سيتسلل إلى بلدان الجوار ، تونس أو الجزائر أو مصر ، أو السودان أو التشاد أو النيجر أو إلى أبعد من ذلك إلى نيجيربا و مالي ؟ و الإجابة عن هذا السؤال تبقى تحت عنوان طرح السيناريوهات و التقديرات دون الجزم بتقديم اجابة نهائية بقطع النظر عن التقارير الاستخباراتية و المعلومات الأمنية التي تتسرب من حين لآخر.
أولا: في تجارب هذه المجموعات ( بما في ذلك تجربة القاعدة) لم يحصل أن تحولت من بلد تسيطر عليه أو تسيطر على جزء منه إلى البلد المجاور له وإن خططت و حاولت ذلك .
ثانيا: تحول هذه الجماعات من بلد إلى آخر لم يكن في معزل عن الدعم الاستخباراتي من الولايات المتحدة الأمريكية و بلدان أوروبية وخلال السنوات الأخيرة برزت تركيا .
---------
لم يكن تساؤل الواشنطن بوست بريئا حين طرحت فرضية أن تكون تونس وجهة جديدة لداعش بعد ليبيا لأنها تدرك التكلفة الإقتصادية التي تدفعها تونس في مكافحة الارهاب و مثل هذه التقديرات من صحيفة ذات سمعة دولية تؤثر على الصورة التي تحرص بلادنا على تقديمها في مكافحة هذه المجموعات وقدرتها على التصدي لها واحباط مخططاتها.
و اللافت للانتباه أن العناصر التي استندت عليها الصحيفة في تقديرها ، لا تصمد كثيراً أمام حقائق الميدان .
أولا: اعتبرت الواشنطن بوست أن تونس هي البلد الافريقي الهش، وهذا صحيح لأن تونس مازالت في مرحلة الانتقال الديمقراطي ويعاني اقتصادها صعوبات حقيقية ، لكن تونس ليست هشة في مقاومتها للإرهاب ، لقد اثبتت خلال السنوات الأخيرة (خاصة) صرامة و إرادة حقيقية في مواجهة هذه المجموعات و تفكيكها . ويمكن القول إن وضع هذه المجموعات الإرهابية في تونس ( القاعدة وداعش) اليوم غير مؤثر بعد مقتل قياداتها و تفكيك خلاياها و احباط مخططاتها ، وحتى العمليات التي تعرضت لها تونس فإنها لا تختلف عما تتعرض له مصر و ما تعرضت له أيضاً باريس و بروكسيل .
ثانيا : تحدثت الصحيفة عن عدد التونسيين المنتمين لداعش في ليبيا و سوريا و العراق ، وهذه مسألة حقيقية ، غير أن البناء على ذلك و القفز مباشرة إلى استنتاج أن تونس قد تكون وجهة قادمة لداعش فيه مبالغة مقصودة .
عندما كانت القاعدة تسيطر على أفغانستان تحت حكم طالبان كانت الجنسيات السعودية و المصرية تمثل الأغلبية ولم يطرح موضوع أن السعودية أو مصر ستكون هي وجهة القاعدة بعد أفغانستان ، بل لم يكن الحديث ان القاعدة ستتوجه إلى باكستان المتاخمة حدوديا لأفغانستان و أيضاً مركز ظهور طالبان.
القاعدة انتقلت من افغانستان إلى العراق بعد 2003 تمت رعاية استخباراتية أمريكية مكشوفة . وما لم تتعرض له الواشنطن بوست أن هذا العدد من التونسيين في العراق و سوريا تم أيضاً برعاية وتنسيق مخابراتي للولايات المتحدة الأمريكية .
وأخيرا: تونس لن تكون وجهة لداعش بعد ليبيا حتى وإن فكرت وخططت هذه المجموعات لذلك.
14 ماي 2016 14:41

المزيد

منطقة جنوب شرق آسيا لا يُرجَّح أن تعود إلى معدلات النمو السائدة قبل الجائحة في عام 2023

  قبل جائحة كوفيد، كانت منطقة جنوب شرق آسيا واحدة من أكثر المناطق ديناميكية حول العالم مع أعلى توقعات نمو. وكانت الاقتصادات الستة الأكبر في رابطة دول جنوب شرق آسيا ...

10 سبتمبر 2023 19:30

الكتاب الحدث في "فلسفة" الجماعات الارهابية ومصادر التمويل الحديثة.. "أبجدية تمويل الإرهاب"

  "أبجدية تمويل الإرهاب" الكتاب الحدث لسنة 2022 والذي صدر يوم 24 مارس 2022، للسيناتور  ناتالي جولية، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي عن منطقة أورني منذ عام 2007 ونائبة رئيس لجنة ...

11 افريل 2022 14:28

بعد ظهور بوادر ايجابية... هل تعصف رياح الحرب الروسية الأوكرانية بأمل انتعاش السياحة في تونس ؟

 تزامنا مع الازمة الاقتصادية و الحرب الروسية الاوكرانية ...هل تراهن تونس على الموسم السياحى لانقاذ عجلة الاقتصاد الوطني ؟  بلغت الخسائر التى تكبدها قطاع السياحة ...

25 مارس 2022 12:23

بيريز الطرابلسي: 80 بالمائة من ممتلكات اليهود تمّ الاستيلاء عليها ورفضت تولّي ابني روني الطرابلسي حقيبة وزارية

    "كي تقول الغريبة تقول بيريز الطرابلسي" هذا ما قاله لي الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي خلال استقبالي في القصر الرئاسي  هكذا أجابنا ضيفنا رئيس جمعية معبد ...

28 اكتوبر 2021 12:42

لا حسيب ولا رقيب على الرئيس... سعيّد أمام خيارَيْن والبرلمان إنتهى

 لم يعد يفصلنا على انتهاء مدة الـ30 يوما التي حددها رئيس الجمهورية للعمل بالاجراءات الاستثنائية والقرارات المعلن عنها تزامنا مع عيد الجمهورية  في 25 جويلية 2021 ...

19 اوت 2021 14:33