في بادرة من أورنج تونس ومؤسسة أورنج للأعمال الخيرية « Fondation Orange » ووزارة التربة بالتعاون مع جمعية دعم الأطفال ASSEN تمّ مؤخرا تدشين "مشروع القرى" وبرنامج التربية الرقميّة الخاصّ بالمدرستين الابتدائيتين"القرعة" و"أولاد عبد مولاه" التابعتين لمعتمدية سبيطلة من ولاية القصرين، تحت إشراف السيّد ناجي جلول وزير التربية والسيّد ديديه شارفيه المدير العام لأورنج تونس .
كانت رحلتنا إلى القصرين متعبة بعض الشيء بسبب موجة البرد الفجئية وطول المسافة، لكن ما إن وصلنا مدرسة "أولاد عبد مولاه" وشاهدنا الفرحة في عيون الأطفال نسينا التعب والبرد لنشاطرهم هذه البهجة التي تعكس الألوان الزاهية التي طليت بها جدران المدرسة التيكانت تفتقد لجميع الظروف الطيبة للدراسة : سقف "مهترئ" وألوان باهتة وخزان ماء صدِئ ونفس الظروف السيئة كان يعانيها أطفال مدرسة القرعة الحمراء إلى أن شملهم برنامج دعم التنمية المستدامة في منطقتي "القرعة" و"أولاد عبد مولاه" الذي يندرج ضمن إستراتيجيةالمسؤولية الاجتماعية لأورنج تونس التي شرعت فيها منذ انطلاقتها من خلال دعم التنمية المستدامة الشاملة في المناطق الداخلية لتقوم بالتعاون مع وزارة التربية والمجتمع المدني بترميم وإعادة تهيئة المدرستين الابتدائيتين "القرعة" و"أولاد عبد مولاه" وتجهيز قاعة الإعلاميةبالمدرستين بالمعدات والتجهيزات اللازمة بالإضافة إلى حفر بئر وتجهيز المرافق الصحية بالمياه بمعدات حديثة ومتطورة بهدف مجابهة نقص المياه. بالإضافة إلى ذلك تمّ تزويد المدرستين الابتدائيتين بمعدات رقميّة وأجهزة لوحيّة رقميّة وخوادم رقميّة وذلك في إطار مواصلة برنامجالتربية الرقميّة الذي تمّ الشروع في تنفيذه بالتعاون مع وزارة التربية منذ السنة الدراسية 2014-2015.
برنامج نموذجي
كما يتنزل هذا البرنامج النموذجي في إطار"مشروع القرى" الذي أطلقته شركة أورنج تونس بالشراكة مع مؤسسة أورنج للأعمال الخيرية وجمعية دعم الأطفال ASSEN وبالتعاون مع وزارة التربية الهادف إلى توفير الاحتياجات الأساسية والمساهمة في تدعيم البنية التحتيةللمؤسسات التربوية والصحية .
ويعدّ هذا البرنامج ثاني المشاريع النموذجية بعد مشروع دعم التنمية المستدامة لقرية بئر صالح التابعة لولاية صفاقس، ويهدف إضافة إلى ترميم وتهيئة المدارس إلى تجديد مركز الرعاية الصحية وتأطير ومساعدة 13 من نساء المنطقة على بعث مشاريعهم الخاصّة و تطويرنشاطهم الاقتصادي بطريقة مربحة ومستدامة . وعلى هامش فعاليات التدشين عبّرت السيدة أسماء النيفر عن سعادتها وافتخارها بهذا البرنامج النموذجي الذي جمع القطاع الخاص والعام والمجتمع المدني لتحقيق هدف واحد هو إسعاد الأطفال والعمل على توفير وسائلالراحة والنجاح لهم . كما اعتبرت أنّ انخفاض نسبة الغيابات ب90% مقارنة بالسنة الفارطة بفضل توفير الظروف الملائمة من مدرسة مهيئة ومطعم مدرسي ومكتبة رقمية وماء صالح للشراب.. وأضافت أنّ الجميع مطالبون بدعم هذه القرى ومساندة أطفالها لأنّهم يمثّلون مستقبلتونس . بالنسبة للمشاريع التي تمتعت بها 13 مرأة من منطقة سبيطلة فتتمثّل حسب ما صرحت به السيدة نيفر في تربية الدواجن البيولوجية وقد وفّر لهن البرنامج الكتاكيت وتكفّلت بيطرية بالعناية الصحية الخاصة بها وتأطير النساء على تربيتها ليتمكن من توفير المال لتربيةأبنائهن . أما عن المشاريع المقبلة لأورنج تونس في مجال المسؤولية الاجتماعية أفادتنا بأنه سيتم إطلاق 10 بيوت رقمية خلال السنة القادمة موجودة أساسا في زغوان وأكودة والمهدية والقيروان... كما ستتمتع 30 مدرسة أخرى ببرنامج التربية الرقمية .
من جهته أشار السيد ناجي جلول ، وزير التربية ، أن "هذه الفعاليات هي إشارة انطلاق برنامج" الأسبوع الرقمي " الذي بادرت به وزارة التربية وسيكون يوم 11 نوفمبر موعد الإطلاق الحقيقي للمدرسة الرقمية في تونس . ورحّب "السيد الوزير" بالتعاون المثالي بين وزارةالتربية و أورانج تونس ، منذ إنشاء أول قرية ببئر صلاح ويتواصل هذا التعاون من خلال برنامج المدارس الرقمية ... وأضاف : " نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى ، بالإضافة إلى المجتمع المدني ، إلى شركاء من القطاع الخاص ، على غرار أورنج تونس، لتحقيق التنميةللجميع ، وبناء مدرسة الغد وتعليم الغد ، وأخيرا تكوين مواطن الغد".