يتميز قطاع الصناعات التقليدية بولاية الكاف بالتنوع و الثراء ، ففي هذه الربوع يبدع الحرفيون بإنتاج عديد المنتجات التقليدية التي تعكس خصوصية المنطقة و مميزاتها على غرار الزربية، والأغطية الصوفية، والنسيج اليدوي والمعاطف التقليدية، و صناعة مواد من الفخار خاصة منها أواني الأكل والطبخ.
و قد مكنت الزيارة الميدانية التي نظمها الديوان الوطني للصناعات التقليدية لولاية الكاف من الوقوف على سير المشاريع المشتركة مع تونس الابداعية والاطلاع على مدى تقدم انجازات حرفيي وحرفيات ولاية الكاف وتحضيراتهم للمشاركة في معرض هدايا الصناعات التقليدية الذي سينتظم من 7 إلى 23 نوفمبر القادم.
و في تصريح لـ"آخر خبر أونلاين"، أكد المندوب الجهوي للصناعات التقليدية بالكاف لطفي المناعي أهمية هذا القطاع باعتباره من أكبر القطاعات ذات الطاقة التشغيلية العالية و الذي يمثل مرآة التنوع و الثراء الذي تتميز به منتوجات الصناعات التقليدية بالكاف و يمتزج فيها التراث و الأصالة بالتطور و التجديد .
و لكن رغم ما يتميز به القطاع من ثراء و تنوع، فقد أفاد السيد لطفي المناعي بأن قطاع الصناعات التقليدية في حاجة للدعم والتأطير والمساندة بما يمكن الحرفيين والحرفيات من العمل على الخلق والابتكار سواء في مجال النسيج اليدوي و اللباس التقليدي و التطريز اليدوي و التحف التذكارية و الأواني الخشبية و الفخارية ، أو غيرها من المنتوجات التي تعتمد على الصوف و الطين و الحجارة الرخامية و الحلفاء و الأعشاب الغابية و الألياف النباتية كمادة أولية.
و من المهم الحديث عن أهمية دعم قطاع الصناعات التقليدية من خلال توفير الاعتمادات المالية اللازمة التي يحتاج إليها الحرفيون أي توفير آليات دعم بإسناد قروض وإعطاء الاولوية لخريجي المعاهد العليا الراغبين في ممارسة هذه النشاطات الحرفية.
و يحتاج الحرفيون ، حسب ما أفاد به الدير الجهوي للصناعات التقليدية بالكاف، إلى الإحاطة و المساعدة على تجاوز بعض الصعوبات التي تعترضهم عند إنشاء مشاريعهم الخاصة أو لضمان حسن إنجاز المشاريع حتى يكون عملا مهيكلا مدروسا يستجيب إلى المعايير والمقاييس الوطنية والدولية.
و أوضح ذلك بقوله " تستوجب متابعة الحرفيين و الإحاطة بهم إبرام اتفاقيات شراكة مع عديد المؤسسات والجمعيات الوطنية والدولية من أجل تطوير أساليب الإنتاج للحرفيين وجودة المنتوجات و التركيز على التسويق وتمييز العلامات التجارية من أجل الانفتاح على أسواق عالمية جديدة من خلال منتوجات تقليدية تجمع بين الأصالة و التجديد و الابتكار و تستجيب لمتطلبات السوق الداخلية والخارجية".
و قال إنّه لا يمكن الحديث عن منظومة تصدير وسوق عالمية في ظل غياب هيكلة القطاع والانتقال به من العمل الفردي إلى العمل المؤسساتي المهيكل الذي يخضع إلى معايير ومقاييس الجودة.
يحتاج الحرفيون إلى مزيد التأطير و المساعدة على تحسين أداءهم ، و المساعدة التقنية، و التدريب والتكوين بهدف مضاعفة فرص ترويج المنتوج التقليدي التونسي الذي يعد منتوج تقليدي ممتاز و ذو جودة عالية. و من المهم ، تنظيم دورات تكوينية و تدريبية لدعم قدرات الحرفيين في تقنيات تطوير المنتجات و الابتكار،و تناسق الألوان وتناغمها ،و تقنيات الصباغة الطبيعية وغيرها.
و أشار السيد لطفي المناعي إلى أنّ المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية بالكاف تعمل على وضع نظام حرفي جديد بمواصفات عالمية تتماشى مع السوق العالمية ، بالتنسيق مع هياكل الدعم والمساندة والجمعيات الوطنية والدراسة والتعليم والبحث العلمي لتبادل الخبرات بهدف تنمية حس الابداع والخلق والابتكار في المجال الحرفي .
وقد ثمن في نفس الإطار العمل الكبير الذي تقوم المندوبية الجهوية التي تسعى دائما إلى تكوين منظومة تنمية متكاملة قائمة على السياحة الثقافية البديلة باعتبار أن ولاية الكاف تجمع بين المعالم الأثرية و الممرات الجبلية و الغابات و تتشابك بها المعالم التاريخية والآثار من جميع العصور وجميع الأديان بما يساهم في خلق حركية اقتصادية في الجهة .
و في جانب متصل ، مكنت زيارة القرية الحرفية بالكاف من الوقوف على الثراء الذي تمتاز به الجهة من خلال منتوجات تقليدية تراوحت بين الأصالة و التجديد و بأسعـار مناسبة في متناول الجميع. فنجد الملابس التقليدية و المرقوم و الكليم الكافي الأصيل و البطانية ، والتحف التذكارية و الأواني الخشبية و الفخارية، و الحقائب اليدوية ،و تحف الزينة، و الحلي و المنتوجات الغابية والأعشاب الطبيعية و الطبية والعطرية...
و تعتبر هذه القرية فضاء مناسب لترويج المنتوج التقليدي التونسي و تقريبه من المستهلك التونسي و مختلف الوافدين على الجهة و لإبراز المهارات الكبيرة التي يشتمل عليها الحرفيون في القطاع و تحفيز روح الابتكار لدى الحرفيين الشبان بما يساهم في مزيد الترويج لهذا المنتوج على أوسع نطاق.
و لا يغيب عن زائري ولاية الكاف التعرف على مميزات فن الطبخ الأصيل للمناطق الغربية والمنتجات المحلية السخيّة التي تمتاز بها الجهة و التي تسعى دور الضيافة إلى تقديمها في كل مناسبة للتعريف بالموروث الغذائي للجهة على غرار البرزقان و الرفيس..