العالم

 المغرب وفرنسا يبرمان عقودا واتفاقات استثمار بـ10 مليارات أورو

المغرب وفرنسا يبرمان عقودا واتفاقات استثمار بـ10 مليارات أورو

29 اكتوبر 2024 10:00
أ.ف.ب/ أبرم المغرب وفرنسا عقودا واتفاقات استثمار بقيمة تناهز 10 مليارات أورو في حفل ترأسه الملك محمد السادس والرئيس إيمانويل ماكرون ليل الاثنين بالرباط، وذلك تأكيدا لطي صفحة التوتر بين البلدين بعد إعلان فرنسا دعم الموقف المغربي في نزاع الصحراء الغربية.
 
تشمل هذه الاتفاقات ميادين عدة، بينها النقل السككي، إذ تأكدت مشاركة الشركتين الفرنسيتين ألستوم وإيجيس في الشطر الثاني للخط الفائق السرعة بين طنجة (شمال) ومراكش (وسط)، فضلا عن قطاعات الطاقة والهيدروجين الأخضر وصناعة الطائرات، دون الإعلان عن تفاصيل إضافية.
 
وستفاوض ألتسوم الجانب المغربي على تزويده نحو 12 إلى 18 عربة قطار فائق السرعة، وفق ما أفادت مصادر مطلعة على الملف وكالة فرانس برس.
 
وكانت فرنسا تأمل في أن تبقى الطرف الرئيس في توسيع خط القطارات السريعة، بعدما حظيت بصفقة شطرها الأول بين طنجة والدار البيضاء (شمال غرب)، الأول في إفريقيا، والذي دشّنه قائدا البلدين في 2018. 
 
ويُنتظر أن تسرّع مشاركة المغرب في تنظيم مونديال 2030 لكرة القدم مع إسبانيا والبرتغال في إنجاز هذا المشروع، وفق وسائل إعلام مغربية.
 
من جانب آخر وقّع البلدان اتفاقا “لتفعيل عرض المغرب في قطاع الهيدروجين الأخضر” بين شركة توتال إنجي والحكومة المغربية. وتراهن الأخيرة على التموقع في السوق الدولية لهذه المادة، وأعلنت الأسبوع الماضي توصلها بـ40 مشروعا ستخضع للانتقاء لاحقا، وجلها في منطقة الصحراء الغربية.
 
كذلك، أُعلِن عن اتّفاق بين عملاق الطيران الفرنسي سافران والحكومة المغربيّة لإنشاء “وحدة لصيانة محرّكات الطائرات وإصلاحها”، إذ إنّ المغرب عمل في السنوات الأخيرة على تطوير صناعة أجزاء الطائرات لتنويع صادراته. 
 
وأعلنت شركة الملاحة البحرية الفرنسية “سي ام اي سي جي ام” الاثنين إبرام شراكة لاستغلال رصيف الحاويات في ميناء الناظور (شمال شرق)، مناصفة مع شركة مارسا ماروك المغربية لمدة 25 عاما.

“المساواة في السيادة”
 
قُبيل توقيع هذه الاتّفاقيات في قاعة بقصر الضيافة في العاصمة، أجرى قائدا البلدين مباحثات ثنائية لدقائق عدّة، تلاها توقيع إعلان مشتركة بإرساء “شراكة وطيدة استثنائية”. 
 
وشدّد نصّ الإعلان على مبادئ “العلاقة بين دولة ودولة، والمساواة في السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفي اختيارات السياسة الخارجية، واحترام الالتزامات المبرمة، والثقة، والشفافية، والتشاور المسبق، وتضامن ومسؤولية كل طرف تجاه الطرف الآخر”.
 
تُتوّج هذه الزيارة تطبيع علاقات الحليفين التاريخين بعد سلسلة خلافات حادّة خلال السنوات الأخيرة، كانت من بينها شبهات تنصّت من جانب المغرب على هاتف ماكرون، وخفض فرنسا عدد تأشيرات الدخول الممنوحة إلى مواطني المغرب بين عامَي 2021 و2022، لدفع الرباط إلى استعادة مواطنين يقيمون بطريقة غير نظاميّة في فرنسا.
 
وتزامنت مع ضغط المغرب على فرنسا لتحذو حذو واشنطن التي أعلنت أواخر عام 2020 اعترافها بسيادة الرباط على الصحراء الغربية.
 
لكنّ الأولوية التي خصّ بها الرئيس الفرنسي الجزائر بعد إعادة انتخابه في 2022، بينما قطعت الأخيرة علاقاتها مع المغرب منذ عام 2021، قد زادَ من توتّر العلاقات بين الرباط وباريس.
 
وتشكل الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة التي تصنفها الأمم المتحدة ضمن “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي”، محور نزاع بين المغرب وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر منذ نحو نصف قرن.
 
أسفرت هذه الخضّات المتعدّدة إلى إرجاء زيارة ماكرون التي كانت مقررة أساسا في مطلع 2020، بعد زيارة أولى في 2017 وثانية في 2018.
 
لكن ماكرون اختار في نهاية المطاف تحسين العلاقة مع المغرب، حيث لفرنسا مصالح اقتصادية كبيرة من خلال إعلانه في تموز/يوليو دعم حلّ قضية الصحراء الغربية “في إطار السيادة المغربية”، وأنّ “حاضر الصحراء الغربية ومستقبلها يندرجان في إطار السيادة المغربية”.
 
ويُتوقّع أن يعيد تأكيد هذا الموقف خلال كلمة مرتقبة جدا الثلاثاء أمام البرلمان. وتشكّل الصحراء الغربية قضية وطنية رئيسية في المغرب.
 
بالنسبة إلى المغرب، يعدّ هذا الاعتراف الرهان الأساس لتطبيع علاقاته مع فرنسا، العضو الدائم في مجلس الأمن الذي يصدر قرارات سنوية حول هذا النزاع.
 
وأوضح سفير المغرب السابق لدى الأمم المتحدة محمد لوليشكي لوكالة فرانس برس أنّ لفرنسا “دورا تلعبه في التطور المستقبلي للقضية داخل مجلس الأمن”.
 
وأشار الإعلان المشترك بين قائدي البلدين إلى تطوير مجالات التعاون في ميادين عدّة، بينها الدفاع والأمن والهجرة، والطاقات المتجددة والتعليم والثقافة…
 
وذلك بالإضافة إلى مجال الهجرة، وهو موضوع مهمّ بالنسبة للجانب الفرنسي، إذ يريد وزير الداخلية الجديد الذي يعتمد نهجا صارما بهذا الخصوص، دفع المغرب إلى استعادة مواطنين أوقِفوا لإقامتهم بطريقة غير نظاميّة في فرنسا.
 
ووصل ماكرون برفقة زوجته بريجيت عصر الاثنين إلى المغرب، حيث استقبله الملك محمد السادس استقبالا رسميا في مطار الرباط سلا. 
 
صافح العاهل المغربي ماكرون وزوجته عند نزولهما من الطائرة، وكان متكئا على عصا ويرافقه ولي عهده الأمير مولاي الحسن وشقيقه الأمير مولاي رشيد، قبل عزف نشيدَي البلدين وإطلاق 21 طلقة مدفعية ترحيبا بالرئيس الفرنسي.
 
واتّجه قائدا البلدين نحو القصر الملكي بالرباط في سيارة مخصصة للمراسم عبرت شوارع رئيسة بالعاصمة، زُيّنت بأعلام المغرب وفرنسا، وتجمّع على جنباتها العديد من المواطنين.
 
ويشارك في الزيارة ما لا يقل عن تسعة وزراء فرنسيين، فضلا عن رجال أعمال وشخصيات من الأوساط الثقافية الفرنسية المغربية.
29 اكتوبر 2024 10:00

المزيد

مصر: شروط جديدة للسيدات الراغبات في السفر إلى السعودية

 وضعت السلطات المصرية ضوابط جديدة تتعلق بسفر السيدات إلى السعودية، وذلك اعتبارا من 27 أكتوبر  2024. وجاء هذا القرار بناءً على تعليمات وزارة الداخلية، وتحديدا من ...

28 اكتوبر 2024 19:00

مفوضية الأمم المتحدة للاجئين: الغارات الإسرائيلية على الحدود تعيق فرار اللاجئين من لبنان لسوريا

 (رويترز) – قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الضربات الجوية الإسرائيلية الليلة الماضية على المعبر الحدودي الرئيسي مع سوريا جعلت نقطة ...

25 اكتوبر 2024 12:10

بلينكن يجتمع مع زعماء عرب في بريطانيا هذا الأسبوع

 (رويترز) – قال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء إن الوزير أنتوني بلينكن سيسافر إلى بريطانيا هذا الأسبوع بعد جولة في الشرق ...

23 اكتوبر 2024 10:40

شركات طيران تعلق رحلاتها للشرق الأوسط مع تفاقم التوتر

(رويترز) – دفعت المخاوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط شركات طيران عالمية إلى تعليق رحلاتها إلى المنطقة أو تجنب المجالات الجوية المتضررة. فيما يلي بعض ...

22 اكتوبر 2024 11:10

الأمم المتحدة تندد بالغارات الجوية الإسرائيلية على بيت لاهيا في غزة

 (رويترز) – ندد تور وينسلاند المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط يوم الأحد بالغارات الجوية الإسرائيلية على بيت لاهيا في قطاع غزة يوم السبت ...

20 اكتوبر 2024 12:30