تحاليل

ليلة سقوط الجزائر، ذكرى مرور 188 عاما على بداية استعمار غاشم و مقاومة استثنائية في تاريخ البشرية

ليلة سقوط الجزائر، ذكرى مرور 188 عاما على بداية استعمار غاشم و مقاومة استثنائية في تاريخ البشرية

14 جويلية 2018 18:35 حليم سلامة
 
تحل، اليوم 14 جوان، الذكرى 188 لإنزال القوات الفرنسية بمدينة سيدي فرج الساحلية، شمال الجزائر، والذي جرى عام 1930.
 
هذا الإنزال أعقبه احتلال مدينة الجزائر، وسقوط الحكم العثماني، لتدخل البلاد مرحلة أطول فترة استعمار في شمال أفريقيا والمغرب العربي، تحت سلطة الفرنسيين.
 
و يروي أساتذة التاريخ أن هذه الحملة تكونت من 25 ألف جندي، موزعين على 3 فرق عسكرية، تحت قيادة وزير الحربية الفرنسي آنذاك، الجنرال "دوبورمون"، يساعده في ذلك 17 جنرالا، إضافة إلى 500 فارس، و2500 جندي من المدفعية و8500 من الهندسة العسكرية، و40 مترجما.
 
ويسرد المؤرخون اللحظات التي سبقت إنزال الفرنسيين في سيدي فرج، مشيرين إلى تهاون طاهر باشا، وهو قائد عسكري عثماني، في الاستجابة لنداءات القبائل و الدايات لإعلان المقاومة. لكن العديد منهم يعتبرون أن الجزائر كانت ضمن مناطق الاستهداف، وبذلك يبرر الإنزال الفرنسي بسيدي فرج، واحتلال الجزائر بعد ذلك.
 
و في هذا الإطار يؤكد طيف واسع من الأساتذة المتخصصون في هذه الحقبة، أن الدولة الفرنسية، باعتبارها إمبراطورية، استفادت من التحولات التي عرفتها أوروبا بعد النهضة، والثورة الصناعية، والثورة الفرنسية، في بناء مؤسسات الدولة، التي حققت القوة، فتطورت النزعة الاستعمارية لديها.
 
و يرى هؤلاء أن فرنسا نجحت في تحويل الأنظار إلى حادثة إهانة داي الجزائر حينها للقنصل الفرنسي، مستغلة الضعف الذي لحق بالقوات الجزائرية، التي تحطّم أسطولها الحربي في معركة نفارين، عام 1827، زيادة على الضغط الدولي جراء اتهامات القرصنة والاسترقاق.
 
 كما يشيرون إلى أن فرنسا استغلت هذه المعطيات لضرب حصار على الجزائر، ولفرض شروطها المهينة، رغم المساعي الدبلوماسية للخلافة العثمانية و ذلك في ظل غياب التصور الحضاري في طبيعة الإيالة الجزائرية العثمانية حينها، بشكل يحقق التوازن السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعسكري، وبقائها بعيدة عن مجال التحولات، واعتمادها على نظم تقليدية، واحتكار الأتراك للسلطة، دون السكان.
 
هذه الأمور، ساهمت وفق أساتذة التاريخ في زيادة الهوة، وأحيانا القطيعة، بين الجزائريين والعثمانيين، كما حظي الغزو الفرنسي بتأييد أوروبي.
 
وقد كان الإنزال الفرنسي في تلك الفترة بداية لمرحلة جديدة من تاريخ الجزائر الحديثة، التي خاضت ثورة، تقول القيادات التاريخية لها في الجيش الجزائري، إنهم كانوا يعرفون تاريخ بدايتها، لكنهم يجهلون تاريخ نهايتها بصفة دقيقة.
 
وترى القيادات، أن المسار الطويل من عقود الاستعمار، أنهتها ثورة 1 نوفمبر 1954، بالاستقلال يوم 5  جويلية 1962.
 
​غير أنهم يبينون انه من المهم في هذا الصدد مراجعة المناهج التربوية للتاريخ، بما يُحصن معرفة الإنسانية، بالأحداث الحقيقية، التي عرفتها الجزائر، خصوصا الفترة الاستعمارية التي ما زالت مثار جدل
14 جويلية 2018 18:35

المزيد

منطقة جنوب شرق آسيا لا يُرجَّح أن تعود إلى معدلات النمو السائدة قبل الجائحة في عام 2023

  قبل جائحة كوفيد، كانت منطقة جنوب شرق آسيا واحدة من أكثر المناطق ديناميكية حول العالم مع أعلى توقعات نمو. وكانت الاقتصادات الستة الأكبر في رابطة دول جنوب شرق آسيا ...

10 سبتمبر 2023 19:30

الكتاب الحدث في "فلسفة" الجماعات الارهابية ومصادر التمويل الحديثة.. "أبجدية تمويل الإرهاب"

  "أبجدية تمويل الإرهاب" الكتاب الحدث لسنة 2022 والذي صدر يوم 24 مارس 2022، للسيناتور  ناتالي جولية، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي عن منطقة أورني منذ عام 2007 ونائبة رئيس لجنة ...

11 افريل 2022 14:28

بعد ظهور بوادر ايجابية... هل تعصف رياح الحرب الروسية الأوكرانية بأمل انتعاش السياحة في تونس ؟

 تزامنا مع الازمة الاقتصادية و الحرب الروسية الاوكرانية ...هل تراهن تونس على الموسم السياحى لانقاذ عجلة الاقتصاد الوطني ؟  بلغت الخسائر التى تكبدها قطاع السياحة ...

25 مارس 2022 12:23

بيريز الطرابلسي: 80 بالمائة من ممتلكات اليهود تمّ الاستيلاء عليها ورفضت تولّي ابني روني الطرابلسي حقيبة وزارية

    "كي تقول الغريبة تقول بيريز الطرابلسي" هذا ما قاله لي الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي خلال استقبالي في القصر الرئاسي  هكذا أجابنا ضيفنا رئيس جمعية معبد ...

28 اكتوبر 2021 12:42

لا حسيب ولا رقيب على الرئيس... سعيّد أمام خيارَيْن والبرلمان إنتهى

 لم يعد يفصلنا على انتهاء مدة الـ30 يوما التي حددها رئيس الجمهورية للعمل بالاجراءات الاستثنائية والقرارات المعلن عنها تزامنا مع عيد الجمهورية  في 25 جويلية 2021 ...

19 اوت 2021 14:33