نشرت كتائب "عزالدين القسّام" اليوم ،الأحد 18 ديسمبر، سيرة "محمد الزواري" بناء على تصريحات خاصّة بها
وهذه السيرة التي نشرتها على موقعها الإلكتروني :
سلام المسرى لأرض تونس واصلاً، حين تعانقت روح أحد فرسانها في العلياء مع أرواح شهداء فلسطين، والمسك طيب فوّاح من دمه، يعطّر جهاد شعب فلسطين بريح تخطّى الحدود قادما من ثرى تونس الإخاء.
شهيد تاقت روحه لأرض المسرى، فأرسل لها الأبابيل تحلّق فوقها تطيّر التّحايا، ولم يرق له تدنيس الصهاينة لأولى القبلتين، ومسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وكغيره من العرب الغيورين إلتحق مبكّرا في صفوف كتائب الشهيد "عز الدين القسام".
هو حال الشهيد التونسي القسّامي القائد: محمد الزواري 49 عاما، والذي إرتقى إلى العلا شهيدا بإذن الله، بعد أن إغتالته أيدي الغدر الصهيونية الجبانة يوم الخميس الموافق 15/12/2016 م في مدينة صفاقس بالجمهورية التونسية.
* شهادة فخر:
وخلال حديثه لموقع القسّام أكّد "رضوان الزواري" شقيق الشهيد محمد، أنّ عملية إغتياله كانت عمليّة منظّمة جدا، ومخطّط لها مسبقا، حيث تمّ إغتياله أمام منزله.
وأضاف "لم يكن محمد يحدّثنا عن عمله مع كتائب القسام وتفاجأنا بذلك، فقد كان يسخّر وقته للبحث العلمي، وتطوير مشاريعه التي تتعلّق بموضوع الطّائرات دون طيّار، وغيرها من هواياته المفضّلة".
وعن لحظة سماع العائلة بتبنّي كتائب القسام لنجلها الشهيد، أوضح شقيق الشهيد القسامي محمد أنّهم كعائلة شعروا بالفخر، لأنّ نجلهم كانت له بصمة مع الفلسطينيّين في مقاومتهم للإحتلال.
وتابع قائلاً "كان محمد يتباهى بأفعال المقاومة الفلسطينية وكتائب القسّام، وصدّها لجيش الإحتلال وخاصة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزّة، ويتفاعل مع كل خبر يأتي من هناك ".
* من هو الزواري ؟
وحول سيرة القائد القسّامي "محمد الزواري" كشف مصدر مقرّب من الشهيد في حديث خاص لموقع القسّام جزءا من حياته، بدءا من مسيرته التعليميّة ومرورا بمطاردته لسنوات من نظام بن علي البائد، وتنقّله بين الدول العربية، وصولاً إلى رسالة الدكتوراه والمتمثّلة في إنشاء غوّاصة تعمل بالتحكّم عن بعد، ثم إستشهاده.
كان دمث الأخلاق، يحتاط لأبعد الحدود، عرف بنبوغه وبكونه طاقة وهامة علميّة خاصة خلال فتراته الدراسية، بهذه الكلمات بدأت المصادر الخاصة حديثها حول سيرة الشهيد القسامي القائد التونسي محمد الزواري.
ولد القسامي التونسي "محمد الزواري" بصفاقس في يناير عام 1967م، وبدأ تعليمه بالمدرسة الإبتدائية "بالي"، ثم إلتحق بمعهد الذكور الهادي شاكر ليتمّ تعليمه الثانوي، أما تعليمه الجامعي فقد كان بالمدرسة الوطنيّة للمهندسين بصفاقس حيث درس فيها الهندسة الميكانيكيّة.
خلال دراسة الشهيد القسّامي الزواري الجامعيّة، أشرف على العمل الإسلامي لحركة النّهضة بمعاهد صفاقس، كما كان عضوا في قيادة الإتحاد العام التونسي للطلبة بصفاقس.
وفي السنة الرابعة من الدراسة الجامعية تعرّض الشهيد القسامي لغطرسة الأجهزة الأمنيّة، وتعرّض خلال تلك الفترة للتّضييق من قبل نظام بن علي البائد، فأُعتقل عديد المرّات بتهمة الإنتماء لحركة النهضة.
* مطاردة القائد:
تعرّض الشهيد القسامي الزواري للمطاردة من قبل أجهزة بن علي الأمنية، فإضطر في البداية إلى الإختفاء بأحد منازل صفاقس القديمة المسماة "برج" رفقة 40 من إخوانه المطاردين على ذات التهمة.
تمكّن الشهيد القائد بمساعدة أحد رفاقه من الإنتقال إلى ليبيا عام 1991م، حيث قضى بها 6 أشهر قبل أن يتنقّل إلى سوريا، حيث قضى بها كذلك 6 أشهر وتزوّج من زوجته السورية.
بعد ذلك طلب اللّجوء السياسي لدى جمهورية السودان، حيث أقام بها حوالي 6 سنوات، ثم إنتقل إلى المملكة العربية السعودية، حيث مكث بها شهرا واحدا قبل أن يعود إلى سوريا ليقيم بها، حيث عمل مع شركة في الصّيانة.
مع قيام الثورة التونسيّة عاد المطارد إلى أرضه، حيث أقام بها لفترة قاربت الـ3 أشهر قبل أن يعود مجدّدا إلى سوريا ليواصل عمله مع شركته.
ولكن مع قيام الثّورة السوريّة خُيّر الشهيد الزواري، ليقرّر العودة إلى بلاده ليستقرّ فيها رفقة زوجته، ليواصل بحوثه على أرض وطنه، حيث قدّم مشروع تخرّجه في الهندسة بالمدرسة الوطنيّة للمهندسين بصفاقس عام 2013 م، والمتمثّل في إختراعه لطائرة دون طيّار.
* مشروع الدكتواره:
بعدها عمل الشّهيد القسّامي التونسي القائد كأستاذ جامعي بالمدرسة الوطنيّة للمهندسين بصفاقس، وأسّس مع عدد من طلبته وبعض الطيّارين المتقاعدين نادي الطّيران النّموذجي بالجنوب.
ظلّ الشهيد يعاود زياراته إلى تركيا عدّة مرات ليواصل العمل في مشروعاته مع الشركة التي كان يعمل بها بسوريا والتي إنتقلت إلى لبنان بعد إندلاع الثورة السورية.
كانت آخر تنقلات الشهيد القسامي الزواري الخارجية إلى لبنان، وذلك منذ بداية نوفمبر، قبل أن يعود إلى بلاده خلال الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر، ليكون آخر لقاء بطلاّبه يوم السبت 10 ديسمبر 2016م.
أغتيل الشهيد القائد القسامي التونسي يوم الخميس 15 ديسمبر 2016 م، عند الساعة الثانية بعد الظهر أمام منزله الكائن بطريق منزل شاكر، وسط مدينة صفاقس، وقد كان يجهّز في تلك الفترة للإعداد لمشروع الدكتوراه، والمتمثّل في إنشاء غوّاصة تعمل بالتحكّم عن بعد.
حاول العدوّ الصهيوني خائبا بإغتيالك أيّها القائد أن يوقف مشروع التطوّر الكبير في قدرات كتائب القسّام في مجال الطّائرات دون طيّار، ولكن الذي جهله قاتلوك أنّك لم تكن وحدك في هذا المجال، وقد أسّست بنيانا قد أُكتمل بناؤه بسواعد مشيّديه، فنم قرير العين.