2017... بين تألّق المنتخبات الوطنيّة وإخفاق الأندية في المسابقات الإفريقيّة

شهدت الرياضة التونسية خلال الموسم الرياضي 2016/2017 تطوّرا غير مسبوق ونجاحات متميّزة على جميع الأصعدة شملت لا فقط إنجاز عدد من المشاريع والمنشآت الرياضية وتطوّرا في عدد المجازين والجمعيات الرياضية وتألق الرياضة النسائية ورياضة ذوي الإعاقة، بل شهدت المشاركة المشرّفة والمتميّزة لعناصرنا ومنتخباتنا الوطنية في مختلف التظاهرات الرياضية التي ساهمت في مزيد إشعاع صورة تونس ودعم تألقها قاريا وإقليميا ودوليّا. 

 

وكان للرياضات الفرديّة النصيب الأوفر في حصد الألقاب والفوز بالميداليات، حيث حققت خلال الموسم الرياضي الحالي ولأول مرة إنجازا إستثنائيا وتألقا رياضيا غير مسبوق بحصولها على 61 ميدالية عالمية في مختلف الأصناف والإختصاصات الرياضية، وكان للعنصر النسائي نصيب متميز من هذه الحصيلة حيث أحرزت رياضياتنا 31 ميدالية بنسبة 50.8%، ويعتبر هذا الرقم مؤشرا للقفزة النوعية على مستوى رياضة النخبة، حيث لم يتجاوز أكبر عدد من الميداليات المتحصل عليها 41 ميدالية وكان ذلك سنة 2013.

 

ومثّل تأهّل المنتخب الوطني لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم "روسيا 2018"، بعد غياب تواصل منذ مونديال 2006، حدثا رياضيا وطنيا بإمتياز، ليتواصل إشعاع تونس في الرياضات الجماعية بحصول المنتخب الوطني لكرة السلّة على اللقب الإفريقي الثاني بعد غياب 6 سنوات منذ لقب "آفروباسكات 2011"، إلى جانب تألق المنتخب الوطني للكرة الطائرة وتحقيقه التاج الإفريقي بعد غياب دام 14 سنة ليتصدّر الترتيب القارّي في عدد الألقاب برصيد 9 مرّات مقابل 8 ألقاب لنظيره المصري.

 

كما تمّ خلال سنة 2017 إبرام عقود أهداف لـ32 رياضيا مستهدفا في 14 إختصاصا بتكلفة جملية قدّرت بحوالي 3.950 مليون دينار، في خطوة تهدف إلى توفير أرضية ملائمة لإعداد عناصرنا الوطنية للمشاركة في قادم الإستحقاقات الرياضية، والتي تبقى أبرزها الألعاب الأولمبية الصيفية "طوكيو 2020"، وأولمبياد الشباب "بيونس آيرس 2018" والألعاب المتوسطية "إسبانيا 2018" والألعاب الإفريقية للشباب "الجزائر 2018".

 

كما تمت خلال سنة 2017 برمجة 164 تظاهرة رياضية لفائدة المنتخبات الشابة من مجموع 341 تظاهرة رياضية والترفيع في عدد المراكز الجهوية لتكوين وإعداد رياضيّي النخبة.

 

ولئن تألقت المنتخبات الوطنية في الرياضات الجماعية، فإن الأندية التونسية أخفقت في المنافسة على الألقاب القارية وإنسحبت من ربع النهائي والمربّع الذهبي لتكون الحصيلة غير مشرّفة، وبإستثناء الترجي الرياضي التونسي الذي حفظ ماء الوجه بإحرازه البطولة العربية في مصر، فإن النجم الساحلي والنادي الإفريقي والنادي الصفاقسي والترجي بدوره خيّبوا آمال الجماهير الرياضية بخروجهم من مسابقتي رابطة الأبطال و"الكاف".

 

وستكون سنة 2018 عنوانا للتحدي للأندية والمنتخبات التونسية، بدءا بنسور كرة اليد في كأس أمم إفريقيا بالغابون من 17 إلى 27 جانفي، ثمّ الحدث الأبرز في روسيا من خلال مشاركة خامسة في كأس العالم بروسيا، على أن تتجدد مشاركة الأندية في المسابقات الإفريقية كما جرت العادة.