سوق الصرف - في سابقة هي الأولى من نوعها/ الدينار التونسي يفقد نسبة 20% من قيمته مقابل الأورو خلال سنة 2017

تشهد العملة الوطنية منذ سنة 2011 تراجعا شبه متواصل، اذ لم يتوقف سعر صرف الدينار عن التقهقر مقابل العملات الاجنبية المرجعية و ذلك  بالأساس فيما يتعلق بالأورو و الدولار الأمريكي.

و يذكر، في هذا الاطار، ان العملة الوطنية قد عرفت خلال الفترة الممتدة من شهر ديسمبر 2016 الى غاية يوم الجمعة الموافق للخامس عشر من الشهر الجاري انخفاضا في قيمتها امام العملة الاوروبية نسبته 20.4% و ما يعادل نسبة 8.9% مقارنة بالعملة الامريكية.

لكن ما يثير الإنشغال أنّ الدينار قد تراجع كذلك مقابل عملات اجنبية أخرى، حيث سجل خلال سنة 2017 انحسارا بالنسبة لليان الياباني حدود 10.3% و 15.3% فيما يتصل بالدرهم المغربي و ذلك بحساب الانزلاق السنوي.

و في السياق ذاته، من الجدير الإشارة إلى أن سعر صرف الدولار نهاية عام 2011 كان 1.4 دينار، في حين أنه قد قفز حاليا و لأول مرة الى 2.52 دينارا. أما في خصوص العملة الاوروبية فقد كانت قيمتها 1.95 دينارا موفى 2011 وهي اليوم تساوي 2.98 دينارا.

و قد اثرت مجمل هذه المعطيات على تضاؤل قيمة مدخرات البلاد من العملة الاجنبية التي لا تتجاوز حاليا 12325 مليون دينار، وهو ما يعادل الحد الحرج لأيام التوريد و الذي يعادل 90 يوما فحسب، من ناحية و على تفاقم جد ملحوظ لقيمة العجز التجاري و التي ناهزت 14362 مليون دينارا موفى نوفمبر الفارط، و تصل في الواقع أي دون اعتبار حاصل المبادلات الخارجية للمؤسسات غير المقيمة الى 23105 مليون دينار، من ناحية أخرى.